يصادف يوم الأربعاء ٢٢ / ٧ / ٢٠٢١ ذكرى عيد الأضحى المبارك، وقد وردت فيه عدة مستحبات، ومن أهمها الصلاة وزيارة الحسين (عليه السلام) والادعية المخصوصة والأضحية، فإنها تعتبر من المستحبات المؤكدة في الشريعة وقد ورد الحث عليها في الروايات الشريفة، وذلك لما توجبه من التقوى وغفران الذنوب، فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: ما علة الأضحية؟ فقال:”إنه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها على الأرض وليعلم الله (عز وجل) من يتقيه بالغيب، قال الله (عز وجل): “لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم” ثم قال: انظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل”. وروي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال:”لو علم الناس ما في الأضحية لاستدانوا وضحوا، إنه ليغفر لصاحب الأضحية عند أول قطرة تقطر من دمها”.
كما لا يخفى ما في الأضحية عند توزيعها على الفقراء والمعوزين من مساعدة لهم فضلا عن إدخال السرور على قلوبهم. ولذا فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه و آله):”إنما جعل الله هذا الأضحى لتشبع مساكينكم من اللحم فأطعموهم”.
وللأضحية أحكام فقهية لابد من مراعاتها، ومن أهمها:
1) تستحب الاضحية استحباباً مؤكداً لمن تمكن منها، وأما من لم يجدها وتمكن من ثمنها فيستحب له أن يتصدق بقيمتها، ومع اختلاف القيم يكفي التصدق بقيمة الادنى.
2) يجوز ان يضحي الشخص عن نفسه واهل بيته بحيوان واحد، كما يجوز الاشتراك في الاضحية ولا سيما إذا عزت الاضاحي وارتفع ثمنها.
3) يجوز التبرع بالأضحية عن الحي والميت على السواء بما في ذلك عن الصبي الصغير. فقد ورد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضحّى عن نسائه، وضحّى عمن لم يضحِّ من أهل بيته، وضحّى عمن لم يضحِّ من أمته. كما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يضحي كل سنة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
4) افضل اوقات الاضحية بعد طلوع الشمس من يوم النحر (يوم العيد) ومضي قدر صلاة العيد، ويمتد وقتها في منى اربعة ايام وفي غيرها ثلاثة ايام وان كان الأحوط الافضل الاتيان بها في منى في الايام الثلاثة الاولى وفي سائر البلدان يوم النحر.
5) يعتبر في الاضحية ان تكون من الانعام الثلاثة الابل والبقر والغنم، ولا يجزي على الأحوط من الابل إلا ما اكمل السنة الخامسة ومن البقر والمعز إلا ما اكمل الثانية ومن الضأن إلا ما اكمل الشهر السابع.
6) لا يشترط في الاضحية من الاوصاف ما يشترط في الهدي الواجب، فيجوز ان يضحي بالاعور والاعرج والمقطوع اذنه والمكسور قرنه والخصي والمهزول وان كان الأحوط الافضل ان يكون تام الاعضاء وسميناً، ويكره ان يكون مما ربّاه.
7) يجوز لمن يضحي ان يخصص ثلثه لنفسه أو إطعام اهله به، كما يجوز له ان يهدي ثلثاً منه لمن يحب من المسلمين، والاحوط الافضل ان يتصدق بالثلث الاخر على فقراء المسلمين.
8) تجزئ الأضحية عن العقيقة، فمن ضحي عنه أجزأته عن العقيقة.
نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يوفقنا للقيام بهذا المستحب وان يعيد علينا هذه المناسبة كل عام بالخير والسرور بما فيه صلاح ديننا ودنيانا، إنه ولي التوفيق.